الرجال وأزمة منتصف العمر ............
صفحة 1 من اصل 1
الرجال وأزمة منتصف العمر ............
اختصاصي جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية
تمر نسبة كبيرة من الرجال بعد سن الأربعين بما يسمى بأزمة منتصف العمر التي تتميز بإحساس متزايد بتقدم العمر والتساؤل عن هدف الحياة. ويشعر الرجل في هذه المرحلة بأنه يقضي عمره يعمل وليس لديه الوقت للتسلية والمرح وأن أكثر مدخوله يصرف على أهل بيته وبازدياد لا ينقطع. ويمر الرجل في هذه المرحلة بفترة كآبة وفقدان اللذة في العمل، ويتساءل عن دوافعه له. والبعض يرغب بتغيير نوع أو مكان عمله بشكل جذري وغير واقعي لتلك المرحلة من حياته. وقد يعبر البعض عن كآبته من خلال ذكره للسلبيات باستمرار. والبعض يسأل نفسه عن دواعي حياته وعن استحقاقها للجهد الذي يبذله فيها.
أما البعض فيتجهون في هذه المرحلة لأمور مختلفة لإعطاء حياتهم أهمية جديدة مثل الاشتراك في الجمعيات المختلفة أو الانغماس بالنشاطات السياسية أو الاجتماعية أو غيرها، وذلك بدون أهداف واضحة. وآخرون يحولون اهتمامهم إلى الطعام بشكل غير طبيعي فيصبح مركز حياتهم. وللحالة الصحية دور في هذه المرحلة، ففيها يبدأ كل من الشيب والتجعدات بالظهور والجسم بالترهل، ويميل الوزن إلى الازدياد وخاصة حول وسط الجسم. كما يلاحظ الرجل أعراضاً جسدية مختلفة، منها الحاجة لاستخدام نظارات للقراءة، وصعوبة القيام ببعض نشاطات الرياضية كالسابق، مما يعزز من الشعور بتقدم العمر. والبعض يوجه الاهتمام في هذه المرحلة إلى الوضع الصحي فيراقب نسبة الدهنيات والسكري والضغط ويبذل جهوداً كبيرة للمحافظة على حالته الصحية.
وفي هذه المرحلة يبدأ ثلث الرجال باختبار أعراض بولية لها علاقة بتضخم غدة البروستات وبالضعف التدريجي الذي يحصل لعضلة المثانة. ومن هذه الأعراض نذكر: الإبطاء في بدء التبول وخاصة عند الامتلاء، مع ضعف وتقطع في اندفاع البول، بالإضافة للاستيقاظ الليلي للتبول. وقد يلاحظ الرجل في بعض الأحيان ضعف أو انعدام الرغبة الجنسية. وغالباً ما يكون الضعف هذا مؤقتاً ولأسباب نفسية، كازدياد المسئوليات والانشغال الفكري بالمشاكل والهموم المادية أو بسبب ااخلافات الزوجية. وقد يسعى وراء المنشطات لإصلاح الوضع بينما يلجأ البعض لذكريات الماضي كمحاولة للتعويض عن الفشل الحالي. وكثيراً ما يشعر الرجل في هذه المرحلة بالرغبة في تجديد شبابه وأن يعيش سن المراهقة، وكأنه يريد بذلك أن يختبر ملذات الصبا من جديد، وقد تؤدي تصرفاته الطائشة إلى مشاكل عائلية كبيرة. وماذا عن الحلول؟ هل يمكن أن نحول دون حصول هذه الأزمة أو أن نمنع تفاقمها؟
أولاً: يجب على الرجل أن يعي هذه المرحلة وأن ينتبه لما يمر به من صراعات نفسية لئلا يسقط ضحية لهذه الحالة.
ثانياً: لا بد لنا من التذكير بأمر بديهي قد يغفل عنه الرجل في هذه المرحلة، وهو أن الإنسان مخلوق محدود العمر كتب له مع ولادته فناؤه، وأن حياته مكونة من مراحل لكل منها أهميتها وأن تقدم العمر أمر لا مفر منه. وبالتالي عليه الاستعداد لتقبله والمرور عبره إلى آخر الطريق محافظاً على مكانته واتزانه.
وكما أن لكل عضو في الإنسان وظيفة معينة، فمن البديهي أن لوجوده كله غرض محدد من قبل خالقه أيضاً. ولا غرابة أن يشعر الإنسان باللامعنى لوجوده إن لم يكن يحيا ضمن خطة خالقه ويختبر الاكتمال والشبع الداخلي من خلال معرفة خالقه بشكل شخصي. وهذا الاختبار يملأ نفسه فرحاً وسلاماً ورجاء ويعطي لوجوده قيمته الأصلية ومعنى لا يتزعزع مهما صعبت الظروف. بهذا يرى الإنسان الحياة بشكل جديد وعلى حقيقتها، وتأخذ أمور الحياة المادية والجسدية موقعها المناسب في حياته.
والسنوات التي يحياها الرجل تزيده معرفة بالحياة فينمو في الحكمة ليحيا بشكل أفضل وليعلم أمور الحياة لمن هم أصغر منه. فالشيب ليس عيبا نحاول إخفاءه فهو يذكر الجميع بواقع مرحلية الوجود، وبه نميز الإنسان الناضج الحكيم ليأتيه من يريد المشورة في أمور الحياة. لذلك ففي هذه المرحلة تقع على الرجل الناضج مسئولية التعليم والنصح والتوجيه ولا يصح أن يجلس مكتفا مكتئباً بائساً ينتظر النهاية. وعلى الرجل أن ينظر إلى السنوات التي مضت بشكل إيجابي من حيث أنها مرحلة تعليم واكتساب خبرة، أعدته ليعلم الغير كل ما هو صالح لخير المجتمع.
وكذلك للزوجة العاقلة الناضجة المتفهمة مجال لمساعدة رجلها في تخطي هذه العقبة المرحلية أيضاً. فهي أقرب الناس إليه وقد تلاحظ العلامات الأولية الدالة على ما يمر به الزوج وتستطيع أن تعزز من ثقته بنفسه وأن تشجعه باستمرار مؤكدة له محبتها وتقديرها لشخصه ولقدراته. كما عليها أن تسأل نفسها عن مدى اهتمامها بزوجها وبما يخصه من أمور، وأن تعمل على توجيه باقي أفراد العائلة لنفس الغرض. وينصح الرجل في هذه المرحلة بممارسة الهوايات المختلفة والمطالعة لتنشيط الفكر كما ينصح بالاهتمام بالنشاط الرياضي وتناول الطعام المناسب. فالشعور بالحيوية يعزز الثقة بالنفس وبعض النشاطات تساعد على الاختلاط بالآخرين وعلى رفع حالة الكآبة.
إذاً، فليس بالضرورة أن تصبح هذه المرحلة من العمر أزمة للرجل بل يمكن أن تكون مرحلة إعادة تقييم للحياة والأولويات لدى الفرد ليعيد توجيه دفة القارب لتكون حياته كاملة وللأفضل.
تمر نسبة كبيرة من الرجال بعد سن الأربعين بما يسمى بأزمة منتصف العمر التي تتميز بإحساس متزايد بتقدم العمر والتساؤل عن هدف الحياة. ويشعر الرجل في هذه المرحلة بأنه يقضي عمره يعمل وليس لديه الوقت للتسلية والمرح وأن أكثر مدخوله يصرف على أهل بيته وبازدياد لا ينقطع. ويمر الرجل في هذه المرحلة بفترة كآبة وفقدان اللذة في العمل، ويتساءل عن دوافعه له. والبعض يرغب بتغيير نوع أو مكان عمله بشكل جذري وغير واقعي لتلك المرحلة من حياته. وقد يعبر البعض عن كآبته من خلال ذكره للسلبيات باستمرار. والبعض يسأل نفسه عن دواعي حياته وعن استحقاقها للجهد الذي يبذله فيها.
أما البعض فيتجهون في هذه المرحلة لأمور مختلفة لإعطاء حياتهم أهمية جديدة مثل الاشتراك في الجمعيات المختلفة أو الانغماس بالنشاطات السياسية أو الاجتماعية أو غيرها، وذلك بدون أهداف واضحة. وآخرون يحولون اهتمامهم إلى الطعام بشكل غير طبيعي فيصبح مركز حياتهم. وللحالة الصحية دور في هذه المرحلة، ففيها يبدأ كل من الشيب والتجعدات بالظهور والجسم بالترهل، ويميل الوزن إلى الازدياد وخاصة حول وسط الجسم. كما يلاحظ الرجل أعراضاً جسدية مختلفة، منها الحاجة لاستخدام نظارات للقراءة، وصعوبة القيام ببعض نشاطات الرياضية كالسابق، مما يعزز من الشعور بتقدم العمر. والبعض يوجه الاهتمام في هذه المرحلة إلى الوضع الصحي فيراقب نسبة الدهنيات والسكري والضغط ويبذل جهوداً كبيرة للمحافظة على حالته الصحية.
وفي هذه المرحلة يبدأ ثلث الرجال باختبار أعراض بولية لها علاقة بتضخم غدة البروستات وبالضعف التدريجي الذي يحصل لعضلة المثانة. ومن هذه الأعراض نذكر: الإبطاء في بدء التبول وخاصة عند الامتلاء، مع ضعف وتقطع في اندفاع البول، بالإضافة للاستيقاظ الليلي للتبول. وقد يلاحظ الرجل في بعض الأحيان ضعف أو انعدام الرغبة الجنسية. وغالباً ما يكون الضعف هذا مؤقتاً ولأسباب نفسية، كازدياد المسئوليات والانشغال الفكري بالمشاكل والهموم المادية أو بسبب ااخلافات الزوجية. وقد يسعى وراء المنشطات لإصلاح الوضع بينما يلجأ البعض لذكريات الماضي كمحاولة للتعويض عن الفشل الحالي. وكثيراً ما يشعر الرجل في هذه المرحلة بالرغبة في تجديد شبابه وأن يعيش سن المراهقة، وكأنه يريد بذلك أن يختبر ملذات الصبا من جديد، وقد تؤدي تصرفاته الطائشة إلى مشاكل عائلية كبيرة. وماذا عن الحلول؟ هل يمكن أن نحول دون حصول هذه الأزمة أو أن نمنع تفاقمها؟
أولاً: يجب على الرجل أن يعي هذه المرحلة وأن ينتبه لما يمر به من صراعات نفسية لئلا يسقط ضحية لهذه الحالة.
ثانياً: لا بد لنا من التذكير بأمر بديهي قد يغفل عنه الرجل في هذه المرحلة، وهو أن الإنسان مخلوق محدود العمر كتب له مع ولادته فناؤه، وأن حياته مكونة من مراحل لكل منها أهميتها وأن تقدم العمر أمر لا مفر منه. وبالتالي عليه الاستعداد لتقبله والمرور عبره إلى آخر الطريق محافظاً على مكانته واتزانه.
وكما أن لكل عضو في الإنسان وظيفة معينة، فمن البديهي أن لوجوده كله غرض محدد من قبل خالقه أيضاً. ولا غرابة أن يشعر الإنسان باللامعنى لوجوده إن لم يكن يحيا ضمن خطة خالقه ويختبر الاكتمال والشبع الداخلي من خلال معرفة خالقه بشكل شخصي. وهذا الاختبار يملأ نفسه فرحاً وسلاماً ورجاء ويعطي لوجوده قيمته الأصلية ومعنى لا يتزعزع مهما صعبت الظروف. بهذا يرى الإنسان الحياة بشكل جديد وعلى حقيقتها، وتأخذ أمور الحياة المادية والجسدية موقعها المناسب في حياته.
والسنوات التي يحياها الرجل تزيده معرفة بالحياة فينمو في الحكمة ليحيا بشكل أفضل وليعلم أمور الحياة لمن هم أصغر منه. فالشيب ليس عيبا نحاول إخفاءه فهو يذكر الجميع بواقع مرحلية الوجود، وبه نميز الإنسان الناضج الحكيم ليأتيه من يريد المشورة في أمور الحياة. لذلك ففي هذه المرحلة تقع على الرجل الناضج مسئولية التعليم والنصح والتوجيه ولا يصح أن يجلس مكتفا مكتئباً بائساً ينتظر النهاية. وعلى الرجل أن ينظر إلى السنوات التي مضت بشكل إيجابي من حيث أنها مرحلة تعليم واكتساب خبرة، أعدته ليعلم الغير كل ما هو صالح لخير المجتمع.
وكذلك للزوجة العاقلة الناضجة المتفهمة مجال لمساعدة رجلها في تخطي هذه العقبة المرحلية أيضاً. فهي أقرب الناس إليه وقد تلاحظ العلامات الأولية الدالة على ما يمر به الزوج وتستطيع أن تعزز من ثقته بنفسه وأن تشجعه باستمرار مؤكدة له محبتها وتقديرها لشخصه ولقدراته. كما عليها أن تسأل نفسها عن مدى اهتمامها بزوجها وبما يخصه من أمور، وأن تعمل على توجيه باقي أفراد العائلة لنفس الغرض. وينصح الرجل في هذه المرحلة بممارسة الهوايات المختلفة والمطالعة لتنشيط الفكر كما ينصح بالاهتمام بالنشاط الرياضي وتناول الطعام المناسب. فالشعور بالحيوية يعزز الثقة بالنفس وبعض النشاطات تساعد على الاختلاط بالآخرين وعلى رفع حالة الكآبة.
إذاً، فليس بالضرورة أن تصبح هذه المرحلة من العمر أزمة للرجل بل يمكن أن تكون مرحلة إعادة تقييم للحياة والأولويات لدى الفرد ليعيد توجيه دفة القارب لتكون حياته كاملة وللأفضل.
koky- Admin
- عدد الرسائل : 228
العمر : 34
l.h[d : 0
الاوسمة :
تاريخ التسجيل : 21/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى