كيف تحافظ علي اداء الصلاه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صفحة 1 من اصل 1
كيف تحافظ علي اداء الصلاه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماذا افعل لكي أواظب علي الصلاة ؟ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تنتابني حالاتٌ من اليأس والإحباط تجعلني أنقطع عن أداء فرض الصلاة، وأنا بداخلي أتعذَّب من هذا الموضوع. أرجو من حضرتكم إرشادي للطريقة المثلى للتخلُّص من هذا اليأس وتشجيع نفسي على الالتزام بالصلاة. و جزاكم الله الخير لما تقدِّمونه من فوائد ونصائح لفتيات الإسلام. ودعواتكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تفاصيل الاستشارة
أكرمك الله تعالى وبارك فيك، وأسأل الله تعالى أن يعينني ويعينك على القيام بحقِّه. وحديثي إليك ذو ثلاثة أقسام: 1- في الهمَّة والفتور. 2- تقدير حجم المشكلة. 3- الخطوات العمليَّة للعلاج. 1- في الهمَّة والفتور: أختي الكريمة، تعلَّمنا أنَّ أول وسيلةٍ لعلاج أيِّ داءٍ هي تشخيصه، ثمَّ الصدق في طلب الشفاء منه، فإن كنت قد شخَّصت سبب عدم قدرتك على أداء فريضة الصلاة باليأس وضعف الهمَّة، فعليك اتِّخاذ الأسباب التي تُعينك على رفعها، والتي بمجرَّد أن تتَّخذيها، فسيحدث تغييرٌ إن شاء الله تعالى، كما قال تعالى: "إنَّ الله لا يُغيِّر ما بقومٍ حتَّى يُغَيِّروا ما بأنفسهم". ولذلك فالمرء يحتاج في تنمية الهمَّة، وإلغاء سحب اليأس من قلبه إلى عدَّة أمور: - محاولة التعرُّف على الأسباب المؤدِّية إلى الملل أو اليأس، ومحاولة تلافيها وعلاجها، سواءً كانت اقتصاديَّة، أو اجتماعيَّة، أو مهنيَّة، أو أُسَريَّة، أو ما شابه ذلك، فإن كانت الأسباب مرتبطةً بحال المسلمين اليوم، فالأمر متعلِّقٌ بالنقطة التالية. - تشجيع النفس: بالنظر إلى ما تحقَّق من إنجازاتٍ للإسلام بفضل الله أوَّلا، ثمَّ بفضل جهود المخلصين العاملين له المجاهدين في سبيله، فإنَّ ذلك يعطي الأمل في التغيير، ويدفع إلى مزيد من العمل دون ملل. ولاستشعار الإنجاز عليك أن تقارني بين ربع القرن الأخير والفترة التي قبله، وستجدين الفرق واضحاً في أمورٍ عدَّة، كاتِّساع المفهوم الشامل للإسلام بعد أن كان فهم الناس للإسلام قاصراً على الصلاة والذكر وبعض العبادات فحسب، كما ازدادت روح العمل لدعوة الناس لدين الله تعالى وهداية العالَمين للإسلام، ونظرةٌ سريعةٌ –كمثال- على المواقع الإسلاميَّة المعنيَّة بذلك على الإنترنت تكفي، وصحيحٌ أنَّها لم تصل للمستوى المأمول والمنشود، إلا أنَّ قطرةً في المجرى تُعين وتنفع. كما تزايد توجُّه الناس إلى قيام رمضان وصلوات العيد، وما شابه ذلك، وانتشرت مشاهد الحجاب في المجتمعات. وهذه كلُّها بشائر خيرٍ دافعةٌ ورافعةٌ للهمم، مزيلةٌ لسحابات اليأس والقنوط. - غرس معاني الإيجابيَّة في النفس، بالعمل على خدمة المجتمع من خلال مؤسَّساته وهيئاته، وتحقيق مفهوم "الخيريَّة" للناس جميعا، فنخوض غمار مجتمعنا بإيماننا وأخلاقنا، ونسمو به إلى القمم العالية، ونغرس فيه هذه الإيجابيَّة الفاعلة، فيتصرَّف من خلاله، ويفعل من خلاله، وينتج من خلاله، فإذا تحقَّق على أيدينا شيء، فقد أنشأنا في قلبنا أملاً سيدفع بنا بالتأكيد إلى الهمَّة، ويذهب بعلامات اليأس والفتور. - تذكُّر عِظَم الرسالة التي تحملينها: يا أختي، المسلم صاحب أعلى لواءٍ على الأرض، ودينه هو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كيف لا وهو مرتبطٌ مباشرةً بالعزيز الغالب سبحانه، ويا له من ارتباط، ربٌّ عزيزٌ سبحانه، وأمرنا ألا نعطي الدنيَّة من ديننا، ونهانا عن الذلَّة والمهانة، بل ونهانا عن كلِّ ما يؤدي لذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم"رواه البخاريُّ ومسلم، والمرَّة الوحيدة التي سمح لنا ربُّنا فيها بالذلَّة هي مع إخواننا المسلمين: "يا أيُّها الذين آمنوا من يرتدَّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبُّهم ويحبُّونه أذلَّةٍ على المؤمنين أعزَّةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسعٌ عليم"، وهذه الآية العظيمة تحتاج إلى وقفة: فالقوم الذين يحبُّهم الله تعالى وسوف يأتي بهم بدلاً ممَّن ارتدُّوا عن دينهم، من شروطهم أن يكونوا أعزَّةً ولا يخافون لومة لائم ولا يذلُّون إلا لإخوانهم، ألا تكفي هذه الآية للتدليل على عِظَم هذا الدين ورقيِّه وعلى اشتراطه العزَّة كشرطٍ أساسيٍّ للمنتمين إليه؟ دينٌ عظيمٌ بهذه الدرجة يحتاج إلى عظام، فانتمي إلى العزيز سبحانه وإلى دينه الذي يربِّي العزَّة، وستجدي همَّتك تطاول عنان السماء. 2- تقدير حجم مشكلة ترك الصلاة: وذلك من خلال: - العلم بحجم الثواب الذي يفوتك يوميّا: فأداء الصلاة في أوَّل وقتها أحبُّ عملٍ إلى الله تعالى على وجه الأرض، وإذا أحبَّ الله عملاً أجزل له الثواب؛ فلعلَّ ذلك يكون حافزاً لك على الالتزام بها. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: "الصلاة على وقتها"، قلت: ثمَّ ماذا؟ قال: "برُّ الوالدين"، قلت: ثمَّ ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"رواه البخاريُّ ومسلم. ثمَّ إنَّ الصلاة مفتاح الوصول إلى الله تعالى، إذ هي وسيلة المناجاة التي تربطك بربِّك سبحانه خمس مرَّاتٍ في اليوم على أقلِّ تقدير، وهي فرصةٌ للاتِّصال بالخالق لطلب عونه وفضله، فلا تفوِّتيها. - العلم بذنب التكاسل عنها: فالخوف يدفع إلى العمل لاجتناب الأضرار، قال تعالى: "فويلٌ للمصلِّين، الذين هم عن صلاتهم ساهون"، فهم لا يتركون الصلاة، بل يؤدُّونها، ولكن بتهاونٍ أو عندما يتذكَّرون، فالويل والذنب لهم؛ فما بالك بمن لا يؤديها أصلا؟! 3- الخطوات العمليَّة للعلاج: - الاستعانة بالله ودعاؤه بالتنشيط والتغلُّب على وساوس الشيطان: قال تعالى: "وقال ربُّكم ادعونِي أستجب لكم"، وقال: "قل أعوذ بربِّ الناس، مَلِك الناس، إله الناس، من شرِّ الوسواس الخنَّاس"، فالشيطان يخنس، أي يتراجع بذكر الله تعالى ذكراً فيه حضور قلبٍ ويقينٌ بقدرة الله على التغيير. والدعاء لابدَّ وأن يكون بإخلاص، أي بإرادةٍ حقيقيَّةٍ في الشفاء؛ إذ الإخلاص سببٌ رئيسيٌّ للتوفيق والنجاح، ونيل عون الله سبحانه. - التدريب على القيام أوَّل الوقت: وهذا يتحقَّق من خلال ضبط الساعة أو الاتِّفاق مع زميلةٍ أو جارةٍ على تذكرتك، أو المرور عليك؛ تصليَّا معاً، منعاً من الانشغال عنها أو التكاسل. أيُّ وسيلةٍ توصل لذلك قومي بها، المهمُّ أن نصل للنتيجة. – التواجد ما أمكن في وسطٍ صالح: وهذا من شأنه أن يعين على الطاعة، ويبعد عن المعصية، قال صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل"رواه أبو داود والترمذيُّ والحاكم وصحَّحه، فحاولي أن يكون من حولك أخواتٌ صالحاتٌ يُعِنَّ على الطاعة والعبادة. – التدريب على قوَّة الإرادة والصبر: ويكون هذا ببعض الأعمال التي تعين على ذلك، كالصوم مثلا؛ فقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم لمن عجز من الشباب عن الزواج ليعصمه من الخطأ، فقال: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوَّج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء"رواه الخمسة، الباءة: أعباء الزواج، وِجاء: أي ضابطٌ للشهوة. ولا يقعدك الشيطان عن الصوم بوسوسته "إنَّك إذا كنت لا تصلِّين؛ فكيف تصومين؟"، ولكن صومي واعلمي أنَّ حلاوة الصيام ستوصلك إلى حلاوة الصلاة، بل ستوصل همَّتك إلى فعل كلِّ الخيرات. أعلم أنَّ ذلك يحتاج جهداً في أوَّل الأمر، لكنَّه –كأيِّ شيءٍ يتمَّ التدريب عليه- يسهل ويصبح عادةً بالتدريج. - التدرُّج: فالتدرُّج هو منهج الإسلام، والمنبتُّ لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع، فابدئي خطوةً خطوة، ولا تلزمي نفسك بكلِّ شيءٍ مرَّةً واحدة، التزمي أوَّلاً بالصلوات الخمس، وأتقنيها وحافظي عليها، ثمَّ بعد ذلك فكِّري في السنن، ثمَّ قيام الليل مثلا، وهكذا. يا أختي إنَّ التدرُّج أدعى لتيسير تطبيق الطاعات على الإنسان دون إحساسٍ بصعوبة ذلك على نفسه. – الحرص على معاملات الإسلام ما أمكن: فإن كان الشيطان قد غلبك في الصلاة؛ فلا يغلبك مثلاً في إتقان عملك وتقوى الله فيه، والمواظبة على مواعيدك، والوفاء بالوعود والأمانات مع الناس، وخدمتهم وعونهم ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، فإن حرصت على هذه المعاملات الإسلاميَّة سيكون ذلك بإذن الله حافزاً على محاولة استكمال بقيَّة جوانب الخير في نفسك، خاصَّةً الصلاة، وسيأتي عليك يومٌ تواظبين عليها، وتعينين غيرك ممَّن لا يصلُّون بوسائل العلاج التي اتَّخذتِها، وستكونين نِعْم الداعية إلى الإسلام. أختي الكريمة، مجرَّد إحساسك بالمشكلة هو حلٌّ لها، أو لنقل هو أوَّل خطوات الحلّ، فعرفتِ أنتِ الخطوة الأولى، وأوضحنا نحن الخطوةَ الثانية، وبقي أن تبذلي وسعك لتحقِّقي الخطوة الثالثة والأخيرة، وها هو رمضان على الأبواب، فاجعليه مفتاح الخير لنفسك ولدينك. حفظك الله تعالى وقوَّى إيمانك وهمَّتك من موقع اسلام اون لاين
عودة
تفاصيل الاستشارة
أكرمك الله تعالى وبارك فيك، وأسأل الله تعالى أن يعينني ويعينك على القيام بحقِّه. وحديثي إليك ذو ثلاثة أقسام: 1- في الهمَّة والفتور. 2- تقدير حجم المشكلة. 3- الخطوات العمليَّة للعلاج. 1- في الهمَّة والفتور: أختي الكريمة، تعلَّمنا أنَّ أول وسيلةٍ لعلاج أيِّ داءٍ هي تشخيصه، ثمَّ الصدق في طلب الشفاء منه، فإن كنت قد شخَّصت سبب عدم قدرتك على أداء فريضة الصلاة باليأس وضعف الهمَّة، فعليك اتِّخاذ الأسباب التي تُعينك على رفعها، والتي بمجرَّد أن تتَّخذيها، فسيحدث تغييرٌ إن شاء الله تعالى، كما قال تعالى: "إنَّ الله لا يُغيِّر ما بقومٍ حتَّى يُغَيِّروا ما بأنفسهم". ولذلك فالمرء يحتاج في تنمية الهمَّة، وإلغاء سحب اليأس من قلبه إلى عدَّة أمور: - محاولة التعرُّف على الأسباب المؤدِّية إلى الملل أو اليأس، ومحاولة تلافيها وعلاجها، سواءً كانت اقتصاديَّة، أو اجتماعيَّة، أو مهنيَّة، أو أُسَريَّة، أو ما شابه ذلك، فإن كانت الأسباب مرتبطةً بحال المسلمين اليوم، فالأمر متعلِّقٌ بالنقطة التالية. - تشجيع النفس: بالنظر إلى ما تحقَّق من إنجازاتٍ للإسلام بفضل الله أوَّلا، ثمَّ بفضل جهود المخلصين العاملين له المجاهدين في سبيله، فإنَّ ذلك يعطي الأمل في التغيير، ويدفع إلى مزيد من العمل دون ملل. ولاستشعار الإنجاز عليك أن تقارني بين ربع القرن الأخير والفترة التي قبله، وستجدين الفرق واضحاً في أمورٍ عدَّة، كاتِّساع المفهوم الشامل للإسلام بعد أن كان فهم الناس للإسلام قاصراً على الصلاة والذكر وبعض العبادات فحسب، كما ازدادت روح العمل لدعوة الناس لدين الله تعالى وهداية العالَمين للإسلام، ونظرةٌ سريعةٌ –كمثال- على المواقع الإسلاميَّة المعنيَّة بذلك على الإنترنت تكفي، وصحيحٌ أنَّها لم تصل للمستوى المأمول والمنشود، إلا أنَّ قطرةً في المجرى تُعين وتنفع. كما تزايد توجُّه الناس إلى قيام رمضان وصلوات العيد، وما شابه ذلك، وانتشرت مشاهد الحجاب في المجتمعات. وهذه كلُّها بشائر خيرٍ دافعةٌ ورافعةٌ للهمم، مزيلةٌ لسحابات اليأس والقنوط. - غرس معاني الإيجابيَّة في النفس، بالعمل على خدمة المجتمع من خلال مؤسَّساته وهيئاته، وتحقيق مفهوم "الخيريَّة" للناس جميعا، فنخوض غمار مجتمعنا بإيماننا وأخلاقنا، ونسمو به إلى القمم العالية، ونغرس فيه هذه الإيجابيَّة الفاعلة، فيتصرَّف من خلاله، ويفعل من خلاله، وينتج من خلاله، فإذا تحقَّق على أيدينا شيء، فقد أنشأنا في قلبنا أملاً سيدفع بنا بالتأكيد إلى الهمَّة، ويذهب بعلامات اليأس والفتور. - تذكُّر عِظَم الرسالة التي تحملينها: يا أختي، المسلم صاحب أعلى لواءٍ على الأرض، ودينه هو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كيف لا وهو مرتبطٌ مباشرةً بالعزيز الغالب سبحانه، ويا له من ارتباط، ربٌّ عزيزٌ سبحانه، وأمرنا ألا نعطي الدنيَّة من ديننا، ونهانا عن الذلَّة والمهانة، بل ونهانا عن كلِّ ما يؤدي لذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم"رواه البخاريُّ ومسلم، والمرَّة الوحيدة التي سمح لنا ربُّنا فيها بالذلَّة هي مع إخواننا المسلمين: "يا أيُّها الذين آمنوا من يرتدَّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبُّهم ويحبُّونه أذلَّةٍ على المؤمنين أعزَّةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسعٌ عليم"، وهذه الآية العظيمة تحتاج إلى وقفة: فالقوم الذين يحبُّهم الله تعالى وسوف يأتي بهم بدلاً ممَّن ارتدُّوا عن دينهم، من شروطهم أن يكونوا أعزَّةً ولا يخافون لومة لائم ولا يذلُّون إلا لإخوانهم، ألا تكفي هذه الآية للتدليل على عِظَم هذا الدين ورقيِّه وعلى اشتراطه العزَّة كشرطٍ أساسيٍّ للمنتمين إليه؟ دينٌ عظيمٌ بهذه الدرجة يحتاج إلى عظام، فانتمي إلى العزيز سبحانه وإلى دينه الذي يربِّي العزَّة، وستجدي همَّتك تطاول عنان السماء. 2- تقدير حجم مشكلة ترك الصلاة: وذلك من خلال: - العلم بحجم الثواب الذي يفوتك يوميّا: فأداء الصلاة في أوَّل وقتها أحبُّ عملٍ إلى الله تعالى على وجه الأرض، وإذا أحبَّ الله عملاً أجزل له الثواب؛ فلعلَّ ذلك يكون حافزاً لك على الالتزام بها. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: "الصلاة على وقتها"، قلت: ثمَّ ماذا؟ قال: "برُّ الوالدين"، قلت: ثمَّ ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"رواه البخاريُّ ومسلم. ثمَّ إنَّ الصلاة مفتاح الوصول إلى الله تعالى، إذ هي وسيلة المناجاة التي تربطك بربِّك سبحانه خمس مرَّاتٍ في اليوم على أقلِّ تقدير، وهي فرصةٌ للاتِّصال بالخالق لطلب عونه وفضله، فلا تفوِّتيها. - العلم بذنب التكاسل عنها: فالخوف يدفع إلى العمل لاجتناب الأضرار، قال تعالى: "فويلٌ للمصلِّين، الذين هم عن صلاتهم ساهون"، فهم لا يتركون الصلاة، بل يؤدُّونها، ولكن بتهاونٍ أو عندما يتذكَّرون، فالويل والذنب لهم؛ فما بالك بمن لا يؤديها أصلا؟! 3- الخطوات العمليَّة للعلاج: - الاستعانة بالله ودعاؤه بالتنشيط والتغلُّب على وساوس الشيطان: قال تعالى: "وقال ربُّكم ادعونِي أستجب لكم"، وقال: "قل أعوذ بربِّ الناس، مَلِك الناس، إله الناس، من شرِّ الوسواس الخنَّاس"، فالشيطان يخنس، أي يتراجع بذكر الله تعالى ذكراً فيه حضور قلبٍ ويقينٌ بقدرة الله على التغيير. والدعاء لابدَّ وأن يكون بإخلاص، أي بإرادةٍ حقيقيَّةٍ في الشفاء؛ إذ الإخلاص سببٌ رئيسيٌّ للتوفيق والنجاح، ونيل عون الله سبحانه. - التدريب على القيام أوَّل الوقت: وهذا يتحقَّق من خلال ضبط الساعة أو الاتِّفاق مع زميلةٍ أو جارةٍ على تذكرتك، أو المرور عليك؛ تصليَّا معاً، منعاً من الانشغال عنها أو التكاسل. أيُّ وسيلةٍ توصل لذلك قومي بها، المهمُّ أن نصل للنتيجة. – التواجد ما أمكن في وسطٍ صالح: وهذا من شأنه أن يعين على الطاعة، ويبعد عن المعصية، قال صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل"رواه أبو داود والترمذيُّ والحاكم وصحَّحه، فحاولي أن يكون من حولك أخواتٌ صالحاتٌ يُعِنَّ على الطاعة والعبادة. – التدريب على قوَّة الإرادة والصبر: ويكون هذا ببعض الأعمال التي تعين على ذلك، كالصوم مثلا؛ فقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم لمن عجز من الشباب عن الزواج ليعصمه من الخطأ، فقال: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوَّج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء"رواه الخمسة، الباءة: أعباء الزواج، وِجاء: أي ضابطٌ للشهوة. ولا يقعدك الشيطان عن الصوم بوسوسته "إنَّك إذا كنت لا تصلِّين؛ فكيف تصومين؟"، ولكن صومي واعلمي أنَّ حلاوة الصيام ستوصلك إلى حلاوة الصلاة، بل ستوصل همَّتك إلى فعل كلِّ الخيرات. أعلم أنَّ ذلك يحتاج جهداً في أوَّل الأمر، لكنَّه –كأيِّ شيءٍ يتمَّ التدريب عليه- يسهل ويصبح عادةً بالتدريج. - التدرُّج: فالتدرُّج هو منهج الإسلام، والمنبتُّ لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع، فابدئي خطوةً خطوة، ولا تلزمي نفسك بكلِّ شيءٍ مرَّةً واحدة، التزمي أوَّلاً بالصلوات الخمس، وأتقنيها وحافظي عليها، ثمَّ بعد ذلك فكِّري في السنن، ثمَّ قيام الليل مثلا، وهكذا. يا أختي إنَّ التدرُّج أدعى لتيسير تطبيق الطاعات على الإنسان دون إحساسٍ بصعوبة ذلك على نفسه. – الحرص على معاملات الإسلام ما أمكن: فإن كان الشيطان قد غلبك في الصلاة؛ فلا يغلبك مثلاً في إتقان عملك وتقوى الله فيه، والمواظبة على مواعيدك، والوفاء بالوعود والأمانات مع الناس، وخدمتهم وعونهم ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، فإن حرصت على هذه المعاملات الإسلاميَّة سيكون ذلك بإذن الله حافزاً على محاولة استكمال بقيَّة جوانب الخير في نفسك، خاصَّةً الصلاة، وسيأتي عليك يومٌ تواظبين عليها، وتعينين غيرك ممَّن لا يصلُّون بوسائل العلاج التي اتَّخذتِها، وستكونين نِعْم الداعية إلى الإسلام. أختي الكريمة، مجرَّد إحساسك بالمشكلة هو حلٌّ لها، أو لنقل هو أوَّل خطوات الحلّ، فعرفتِ أنتِ الخطوة الأولى، وأوضحنا نحن الخطوةَ الثانية، وبقي أن تبذلي وسعك لتحقِّقي الخطوة الثالثة والأخيرة، وها هو رمضان على الأبواب، فاجعليه مفتاح الخير لنفسك ولدينك. حفظك الله تعالى وقوَّى إيمانك وهمَّتك من موقع اسلام اون لاين
عودة
koky- Admin
- عدد الرسائل : 228
العمر : 34
l.h[d : 0
الاوسمة :
تاريخ التسجيل : 21/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى